السلام عليكم ...
لاينكر أحد خطورة الحيرة , فالحيرة من الاستغراب والدهشة غالبا ما تؤدي الى التهلكة , بما تخلقه من حالة اضطراب وتردد , العالم يجري , بلا رحمة أو شفقة , وهذا موقف عاطفي , متداخل مع الحاجة الإنسانية , فلكل قطار سكته التي يمضي عليها وهو حق للجميع .. ولكن الحيرة الفردية أو العامة مصدر شرور كبيرة , بل ضياع لطاقة عظيمة , يمكن الاستفادة منها , بل وتوظيفها في الخلق والإبداع , وأقلها في سد الفراغ الكبير .
أما اليأس , فحدث عن الهلاك ولاحرج , وعلى ما يبدو فان اليأس على مقربة كبيرة من الموت , فإذا كانت الحيرة تعني فيما تعنيه , الدوران في حلقة مفرغة , بل ورتابة تليها رتابة , كمن يصحو ولا يدري لماذا يصحوا , وينام ولا يشعر بمعنى أو يحتاج لأن ينام , ويفقد الرغبة , ويفتقد المعنى , ويتعايش مع حياة اللامعنى , ولم نلامس بعد حدود اليأس , لأنها فاقدة لكل كهرباء الحس , والحدس والشعور .
نعم لا شك أن اليأس , من عوامل الحياة في عصر العولمة لمن ذاق طعم الكهرباء , وبات يقضي الأيام والليالي بدون كهرباء و بدون ماء , وتراءت نصب عينيه خيالات العصر القديم , عصر الحياة , من قبل أن تنشأ الحياة , فهاهو يعاصر الأشباح , والسحر بدون أدوات قديمة ولا حديثة , وفي خدعة زائفة , الحيرة أقل عدمية من اليأس , فليست الحيرة سوى بدائية صحراوية و يمكن القياس عليها وتمثيلها بتوقف الزمن , وامكان عودة الحياة الى الوراء ..
ولكن سؤالي مابين الحائر واليائس , هل يوجد حياة أو موت ؟
متى تكون في قلب اليأس و بعيدا عن الحيرة؟
وهل حقا الحيرة تؤدي إلا اليأس ؟ وأيهما أخطر الحيرة أم اليأس ؟
بانتظار مداخلاتكم ..دمتم في أمان الله