عندما تغيب عن روسيا لعدة سنين سيصدمك التغير الذي حدث هناك. هذا بالطبع اذا كنت تعرف روسيا السوفيتية او روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي و في العهد اليلتسني ( أي عندما كان الرئيس الاسبق بوريس يلتسن يحكم البلاد). ستجد ان الناس قد تغيروا و الشكل العام للبلاد تغير و السلوك الخاص و الاجتماعي ايضا تغير. روسيا الان ليست كما كانت عليه قبل عدة سنوات و ليست هي الاتحاد السوفيتي و انما يمكننا ان نقول ان روسيا اليوم هي روسيا جديدة ، تطل بوجه جديد علي العالم . الناس يعطونك انطباعا بالحرية و يتحدثون بصوت عالٍ في تجمعاتهم بما يريدون دون أي هاجس كان ، اما الاشياء فيسودها الجمال و حسن المواصفة و تنوع الخيارات في مختلف متطلبات الحياة. اصبحت الاشياء زاهية و ذات رونق كما ساد التهذيب التعامل الاجتماعي و المبادلات التجارية و اصبحت سيادة السوق تسير مع التقدم في مجال الضمان الاجتماعي و تحسين الرواتب التقاعدية بشكل متصاعد . بعض الروس يقولون انهم يشعرون بالامتنان للادارة الامريكية الحالية لانها اتاحت لهم بفضل ما ارتكبت من حماقات العودة الي الواجهة مرة اخري . ذلك بفضل الحرب علي الارهاب و غزو افغانستان و العراق مما ادي الي كف يدها عن ملاحقة نمو الدب الروسي كما ادت تلك السياسات الي الدفع باسعار النفط و الغاز الي معدلات غير مسبوقة و بفضل ذلك نما الاقتصاد الروسي في العام 2007 م باكثر من 12% . في نفس الوقت استطاعت روسيا ان تعيد بناء بنياتها التحتية بشكل حديث و ان تمد انابيب النفط و الغاز الي قلب اوربا مسيطرة علي 40% من امداد الطاقة في دول الاتحاد الاوربي . لقد نمت الاستثمارات الرأسمالية في الخمس سنوات الاخيرة بنسبة 10% و كسبت الدخول الشخصية نموا حقيقيا لنفس الفترة قدر بنسبة 12% مما ادى الى تراجع مؤشرات الفقر الذي ظهر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بشكل حاسم , علاوة علي ذلك استطاعت روسيا ان تسدد حتي العام 2006م الديون المستحقة علي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الذي آلت ورثته اليها الي نادي باريس و صندوق النقد الدولي. دفع ذلك الموازنة العامة الي ان تسجل فائضا فاق نسبة 3% الي الناتج القومي الاجمالي و هي مؤشرات لا تتوفر الان لمعظم الاقتصاديات الكبري في العالم مما وضع روسيا في المركز الثالث عالميا من حيث نمو احتياطات النقد الاجنبي