هل يمكن أن ييسر الإنترنت وسائل الخيانة الزوجيةوفعل ما يهدم الثقة والسعادة بين الزوجين .. مع الأسف نقول : نعم .. وهذا هو أحد الجوانب السلبية والخطيرة للإنترنت، عن هذه الجوانب المظلمة والقاتمة في استخدام الإنترنت للخيانة الزوجية.
يحدثنا الدكتور/ عدنان جلفار مدير مركز تطوير المجتمع بمدينة دبي للإنترنت بقوله :
إن أشد آثار الإنترنت فتكًا بالعلاقات الأسرية الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، فقد أصبح الإنترنت ملاذًا سهلاً وميسرًا لأصحاب البيوت المتوترة، الذين غالبًا ما يفضلون الهروب من مشاكلهم بدلاً من مواجهتها. فمثلاً الزوج الذي لا يحسن التحدث إلى زوجته في ساعة اضطراب العلاقة، تجده سرعان ما يتوجه إلى شاشة الكمبيوتر ليبحث عمن يحدثها من الذين لا يظهر الإنترنت إلا محاسنهم، وربما كانت مساوئهم أضعاف مساوئ زوجاتهم !
ولكن يا ترى ما الذي يدفع الزوج للحديث مع من لا يعرف، حديثًا إلكترونيًا خاليًا من العواطف إذا توفر له الحديث المشبع بالعواطف مع زوجته ؟! هنالك لهذا الاتجاه عدة أسباب :
1 ـ فقدان الإشباع العاطفي : والذي من أشهر وسائله : إظهار الإعجاب بالطرف الآخر ، إظهار الميل العاطفي الحار، المساعدة عند الحاجة، الالتزام بالارتباطات، الدعم المادي، الصراحة والشفافية، الجاذبية الجسدية، الترفيه المشترك، الإشباع الجنسي، مع مراعاة أن أولويات الزوج قد تكون عكس أولويات الزوجة، لذا يلزم البحث في أولويات كل حالة على حدة .
2 ـ التعرف على إيجابيات الطرف الآخر : على الإنترنت دون السلبيات، ومن ثم المقارنة مع الطرف الحقيقي الذي طالت معاشرته وبانت أخلاقه جميعًا.
3 ـ التفرغ : الحوار لساعات طويلة غير متقطعة في حين أن هذا لا يتم بنفس الصورة مع الشريك الحقيقي .
4 ـ غموض الشخصية : يستغل البعض غموض شخصياتهم للتعبير عن بعض ما يفتقدونه داخل البيت، طلب للستر وعدم التشهير. كما أن غموض شخصية طرف الآخر تدع للطرف الأول الحرية في إضافة أي مشاعر رومانسية يتمناها خياله للرسائل المتبادلة بين الطرفين .
5 ـ سهولة الوصول إلى أصحاب الرغبات المماثلة : على الشبكة من خلال غرف الدردشة المنتشرة، مع اطمئنان البعض إلى عدم إمكانية تطور العلاقة بين الطرفين في حال كون أحدهما بعيدًا عن الآخر جغرافيًا، والواقع يشير إلى أن هذا ليس صحيحًا دائمًا، كما أن المشكلة لا تتمثل فقط في خطورة اللقاء الحقيقي بين الطرفين وإنما في تبعات ذلك من إهمال متوقع للأدوار الفعلية في الحياة كالحديث مع الزوجة ورعاية شؤون الأسرة والمتابعات الوظيفية أو الدراسية.
6 ـ الهروب من واقع غير محيط إلى عالم من المثاليات والمغريات. إرهاصات تدعوك للشك في أن شريكك في البيت له شريك رومانسي إلكتروني، هذه المظاهر قد لا تؤكد ذلك وإنما كلما كثر وجودها في شريكك كلما استدعى الأمر تدخلاً عاجلاً منك، للحفاظ على أسرتكما والحكمة هنا أساس كل شيء، وهذه دعوة لعدم التعجل والحكم على الأمور من منطلق التثبت، فكم أفسد الشك من أسر وهدم من بيوت .